السبت، 14 أغسطس 2010

الحلقة الخامسة من الفصل الاول

الحلقة الخامسة
مفاجأة
دخل أخي و في يده سامي و على وجهه ابتسامة النصر. كان يبدوا أنهما تبادلا حديثا شيقا و صارا كالأصدقاء القدامى. جلست في صمت غير أن عينيي كلما نظرت له اصطدمت بعينيه المسلطة عليّ رغم حديثه مع والدي. ظل الحوار قائما بين الرجال الثلاثة حول الشهامة و الرجولة و أحوال الشباب و البلد و أنا مكتفية بمتابعتهم و أخيرا غادرت الغرفة لأعد مشروبا جديدا لهم غير أن جرس الباب ارتفع ففتحته لكوني الأقرب له.وقفت بالباب سيدة في العقد السادس من العمر و قالت و كأن بيني و بينهما عداء مسبق:_ مش ده بيت الحج سيد و بنته جميله برضك؟هززت رأسي بالإيجاب، فقالت بابتسامة بدت كابتسامات مصاصي الدماء:
_ يبقى أنت ِ أكيد جميله.
عدت لهز رأسي و أنا أقول:
_ نعم، مين حضرتك؟
قلتها و أنا أتوجس منها خيفة فقالت و قد اتسعت ابتسامتها القاتلة:
_ والدة المهندس سامى.
_ حماتي؟!
لا اعرف كيف اندفعت الكلمة من فمي بصوت عالي لكن تعابيير وجهها الذي انقلبت من الابتسامة الغادرة إلي النظرة الشيطانية أكدت لي أنى أهنتها بشدة فقلت لأداري فعلتي و أنا أفسح لها الطريق
:_ اتفضلي .. اتفضلي
.تجاوزتني في برود إلي داخل الغرفة و أنا اتصور علم سامي بقدومها و عدم أخبارنا بالأمر لكن ملامحه المصدومة دحضت ظني. مد والدي يده لها و هو يقول لي:_ قولي لماما تيجي بسرعة.ثم سمعته و أنا أغادر الغرفة يقول لها:
_ شرفتينا.. اتفضلي.
دخلت على والدتي غرفتها فاستقبلتني بوابل من التعليقات عن حماتي المزعومة و التي لا تعرف الذوق و إلا كانت اتصلت قبل حضورها. و كيف أنها ( والدتي) متعبة و لا تستطيع استقبال أحد. فخرجت مسرعة و تركتها مع تذمرها و دخلت المطبخ بعد أن أوصتني بحسن إعداد صينية التقديم. فأعددت الشاي و الجاتوه و أنا استرق السمع لحوارهم لكن بدا الصمت مخيما عليهم حتى قال والدي ليقطعه:
_ أمال الحج مجاش معاكي ليه؟ كان هينورنا و الله.
كان صوت حماتي أشبه بالمدفع و هي تقول:
_ هيجي. أنا كلمته و قلت له يجي. بس قدامه ساعة يخلص شغله و يجي. هو أنا عندي أغلى من سامي ابني حبيبي.
انفجرت من الضحك على طريقتها في الرد و ودت لو كنت معهم في الغرفة لأشاهد ملامح سامي في تلك اللحظة. ثم نظرت في ساعتي فوجدتها الثانية عشر:
_ باينها هتحلو و الدنيا هتولع. ههههه
فوالدي يقدس ميعاد النوم كعينيه، فما أن تدق الساعة الثانية عشر حتى تنغلق الأبواب و الأنوار و علينا أن نخلد للنوم حتى لو لم تكن لنا رغبة في ذلك و لم يستطع أن يتحدى ذلك الأمر سوى أخي الذي يضطر أغلب الوقت للمبيت عند أولاد خالتي حتى يستطيع السهر.دخلت الغرفة و أنا احمل الصينية ووصية أمي تتردد في عقلي:
_ حماتك أول واحده تقدمي لها. فهمه؟
اتجهت إليها مباشرة و كلي ثقة فلو أسقطت عليها الصينية سأذكرها بما فعله ابنها قبل أن تنطق بشيء. رسمت ابتسامة علي وجهي و أنا أقول:_ اتفضلي يا طنط.لكنها بدلا من أن تمد يدها رمقتني بنظرة حادة قائلة:
_ ابني العريس اللي بيتقدم له الأول. مش هو الراجل.
ابتلعت كسفتي و حنقي اتجاهها ثم توجهت له بالصينية، فتناولها كلها من يدي و انا في ذهول منه:
_ عنك يا ست الكل. أنتي تقعدي و أنا اقدمه بدالك. أنتى كفايا تعبك معايا النهارده.
تجمدت في مكاني من المفاجأة للحظات ثم خرجت مسرعة من الغرفة و قدماي يكادان يلتفان حول نفسهما.

0 التعليقات: