الأربعاء، 19 أغسطس 2009

أنا و حماتي _ الحلقة الثالثة

الحلقة الثالثة
عريسي و الطفاية
لم أجد الفرصة لامنعه من إشعال السيجارة، ففي أقل من فيمتوثانية كانت شفتيه تعتصر سيجارته فتطاير دخانها و سقط على السجادة، هنا لم استطع الصمت فصرخت و قد جحظت عينيا:
_ أيه اللي بتعمله ده؟! أنت فاكر سجدتنا منفضة لسجايرك؟!
نظر العريس إلي والدي كأنه يستنجد به لكن سعاله الذي كان على وشك قذفنا جميعا خارج الغرفة شغله عنه فقال العريس في يأس و هو يجفف جبينه من العرق.
_ عايز طقطوقة.
_ معندناش طقاطيق.
_ طب منفضة سجاير؟
_ مش بندخن أصلا.
_ طب طفايه؟
_مفيش.
رددت بها و كلى أمل أن تسنح لى الفرصة كي اقتلعه من الغرفة بل من الشقة كلها لاقذف به في ابعد مكان لكنه كان متشبثا بالمقعد. و أخيرا رد والدي: _ محدش بيدخن عندنا يا ابني. _ حسنا. قالها و كنت على وشك المغادرة لإحضار شيء ليطفيها فيها لكنه كان أسرع مني فقد هب واقفا، فتخيلته سوف يغادر المكان بلا عودة لكنه بدلا من التحرك في اتجاه باب الغرفة ليغادر فاجأنا جميعا بسيره عكس الاتجاه و لم نستوعب الأمر حتى فتح نافذة الغرفة و ألقى منها السيجارة.
هنا انفلت لساني بالكلمة التي وددت أن أنعته بها منذ رأيته:
_ غبي.
توقفت يده عن غلق الشيش بينما تصلبت أعضائي و قد شعرت بأنه على وشك صفعي حين ألتفت لي و رأيت ملامحه، فقلت بعصبية و أنا أشعر بجسدي يسقط عرقا:
_ أيه اللي أنت عملته ده؟ مش قادر تصبر لحد ما أجيب لك حاجه ترمي فيها الزفته دي؟
فتح فمه ليتكلم و هو يتجه إلي باب الغرفة فرقص قلبي فرحا لرحيله الوشيك غير أن والدي وأد فرحتي حين قال بود على غير ما توقعت:
_ أقعد يا ابني نتكلم.
_ شكرا.
قالها و هو يكاد يغادر الغرفة غير أن أخي فعل ما وددت أن اقتله بسببه، فقد سد عليه باب الغرفة قائلا و قد رفع حاجباه: _ مش بابا قال أقعد. _ لا عايز أروح. _ قلت أقعد. شخط بها أخي في وجه العريس الذي جلس على أقرب مقعد له في صمت. لكن جرس هاتفه ارتفع ليقطع صمته رافعا راية المغادرة و هو يحدث والدته على الهاتف غير أن رائحة شياط اخترقت أنفى فظننت أن عريسي قد شاط حتى كدت انفجر من الضحك لكن الرائحة زادت فقال بعد أن أغلق المكالمة:
_ هناك رائحة شيـ ...
و لم يكمل جملته فقد ارتفع صراخ من الشارع:
_ حريقه .. حريقه ...
جرينا جميعا فى اتجاه شباك الغرفة و فتحته أنا على مصراعيه و وقفنا نشاهد كل شيء. كان المشهد مأساوي حيث الشجرة أسفل بيتنا تشتعل النيران بها و لولا أننا جززنا أوراقها منذ يومين لكانت النيران قد طالت غسيلنا المنشور أما أسفل الشجرة كانت الطامة الكبرى فغطاء سيارة جارنا تحترق و الاوراق المحترقة تتساقط عليها و الكل فى حالة صراخ بينما تحرك بعض الرجال للإتيان بماء لإطفاء الحريق.
بسرعة تحركت و أحضرت الماء للمساعدة و بينما يصب والدي الماء إذا بصوت بائع الخضار يقول:
_ في واحد حيوان رمى سيجاره من فوق.
نظرت للعريس الذي دخل سريعا من النافذة و قد احمر وجهه فدخلت أنا الأخرى خلفه. كان يقف فى وسط الغرفة و كأنه صفع على وجهه. رن جرس هاتفه فى تلك اللحظة و توقعت أن يرد عليه فالنغمة نغمة والدته لكنه بدلا من أن يرد و يقص عليها الحكاية أغلقه تماما و نظر لي نظرة لم أفهم مغزاها.
تعالى صوت بائع الخضار المستفز مرة أخرى قائلا :
_ الحمد لله طفناها. بس هو مفيش غيره اللى ممكن يعملها. الله يخرب بيتك يا سعد هتولع لنا في الشارع.
هنا انفجرنا جميعا فى الضحك بعد أن لبست التهمة شخص أخر. و بينما يغلق والدي الشباك إذا بالعريس يستغل الفرصة و يغادر المكان دون أن يوقفه أحد.
_ عاااااااااااااا العريس طاااااااااار.