السبت، 14 أغسطس 2010

الحلقة السادسة _ إيه ده؟!

الحلقة السادسة
إيه ده؟!
ركضت إلي غرفتي و وقفت أمام المرآة اتأمل وجهي المتوهج بشدة لكن سرعان ما تملكني السخط من سلوكي الطفولي و خجلي غير المبرر. و أخذ عقلي يعمل علي استيعاب سبب هروبي لكني لم استطع أن اصل لنتيجة مرضيه و أخيرا واجهت نفسي في المرآة:
_أيه اللي بتعمليه ده؟ هو عشان أول واحد يتجرأ و يقولك كلمة حلوه هتتكعبلي في نفسك كده؟
بالطبع لم أحصل منها على إجابة، لذا ظللت آكل الغرفة ذهابا و إيابا محاولة اتخاذ قرار العودة إليهم لكني في النهاية خرجت متسللة لاسترق السمع لحديثهم خاصة و أن صوت سامي لم يكن مسموعا مع صوت حماتي و أخي الذي جلس معهم ليمارس سلطته الذكورية لكن ما أن استقررت في وقفتي حتى صدمني صوت سامي:
_ أدخلي يا جميله، بطلي كسوف.
شعرت بكل قطعة في جسدي تشتعل من الإحراج و أنا أهرب إلي غرفتي. اترسمت تكشيرة على وجهي القاني نفرت من بشاعتها فهززت رأسي و أنا أؤنب نفسي على تصرفاتي غير المسئولة لكن جاءتني من تستطيع أن تقوم بالدور كاملا عني_ بالطبع أمي.
_ إيه تصرفات العيال اللي عملتيها دي؟
صرخت بها أمي في وجهي بعد أن أغلقت علينا بابا الغرفة. كنت قد تراجعت للخلف بمجرد رؤيتها تغلقه لكني عدت و قلت و أنا أقف باعتدال:
_ أنا معملتش حاجه، أنا كنت خارجه بس هو اللي رامي عينه على الطرقة و كسفني بكلامه.
_ وش كسوف أوي؟
_ آه.
قلتها بحذر ثم قلت بسرعة:
_ و بعدين أنا بقالي ساعة عماله أشاور لك عشان تيجي.
رفعت والدتي حاجبيها ثم قالت و هي تنظر لي نظرة متوعدة:
_ شوفي بقى. الواد ده مش نازلي من زور. و أمه دي مش بلعاها خالص، عامله لي فيها السفيرة عزيزة مع إنها متربيه مع أبوكي و صاحبه في نفس الشارع.
هرشت في رأسي و أنا أفكر فيما ستقوله بعد ذلك لكنها أعطتني ظهرها لتغادر الغرفة فقلت مسرعة:
_ ماما.
ألتفتت لي غاضبة:
_ نعم.
_ مقولتيش برضك يعني اعمل أيه؟
ردت و هي تحدجني بنظرة حادة:
_ ما تعمليش حاجه غير إنك ترفضي لما أبوكي يسألك. سامعه.
هززت رأسي بالموافقة على مضض في الوقت الذي قالت فيه أمي و هي تغادر الغرفة:
_ الواد غتيت و أمه انعوره، عايزه تعملي أيه غير كده؟
لم تنتظر أن أرد عليها فقد حصلت على موافقتي أو بمعنى أصح اتخذت قراري.

0 التعليقات: